شبكة قدس الإخبارية

هل خسرت "إسرائيل" حرب وسائل التواصل الاجتماعي؟ 

٢١٣

 

ط

ترجمة - شبكة قُدس: نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، مقالا لـ "آلان دافيد"، أكد فيه أن الاحتلال الإسرائيلي، خسر حرب وسائل التواصل الاجتماعي وأنه لا خطة بديلة لديه بالخصوص. 

ففي فبراير/شباط 2025، نشر مركز الدراسات السياسية الأمريكية بجامعة هارفارد استطلاعًا أظهر أن 46% من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا يؤيدون حماس - ليس الفلسطينيين، بل حماس. وأظهر الاستطلاع نفسه أن 39% من هذه الفئة العمرية نفسها عارضوا الإفراج غير المشروط عن الأسرى الإسرائيليين. 

وفي استطلاع رأي أجراه مركز بيو للأبحاث في أكتوبر/تشرين الأول 2024 على الأمريكيين، وجد أن "البالغين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا يميلون إلى الثقة بالمعلومات من وسائل التواصل الاجتماعي بقدر ثقتهم بوسائل الإعلام الوطنية". 

كما وجد استطلاع رأي أُجري قبل شهرين أن 52% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا يحصلون على أخبارهم السياسية من تيك توك، وأن 50% من مستخدمي تطبيق X قالوا إنهم يحصلون على "أخبارهم" بانتظام من تلك المنصة. 

وأفادت منصة "سايبرويل" المؤيدة لإسرائيل في أواخر عام 2024 أنه بعد 11 شهرًا من هجمات 7 أكتوبر، سُجِّلت "زيادة بنسبة 36% في كراهية اليهود والإسرائيليين عبر الإنترنت" و"تضاعف في الدعوات الصريحة لشن هجمات ضد اليهود".

ووفق كاتب المقال: لا يحدث أيٌّ من هذا مصادفةً؛ فسرعة إنشاء المحتوى المعادي للاحتلال الإسرائيلي واتساق الرسائل، والاستهداف المُحدَّد للشباب، تعكس بوضوح استراتيجيةً مُدروسةً ومُدارةً جيدًا لوسائل التواصل الاجتماعي. وقد أطلق أحدُ المُدافعين الفلسطينيين على هذا الجهد المُنسَّق اسم "انتفاضة: وسائل التواصل الاجتماعي كمقاومة". وأشار إلى أن الاستخدام الاستراتيجي لوسائل التواصل الاجتماعي قد مكّن عامة الناس من التنسيق، والنزول إلى الشوارع احتجاجًا، وبناء خيام احتجاجية في الجامعات، وإطلاق العرائض وجمع التبرعات، وتعطيل السياسيين، وإيقاف مصانع الأسلحة، وإحياء حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) الفلسطينية، التي أثرت في النهاية على أرباح شركات مثل ستاربكس وماكدونالدز. 

ومن الأمثلة الواضحة على هذه الاستراتيجية وفق الكاتب، الحملة التي شنّها مؤيدون للفلسطينيين، مُنكرين تعرض إسرائيليين لاعتداءات جنسية خلال هجمات 7 أكتوبر. فقد شنّ مؤثرون ونشطاء مؤيدون للفلسطينيين حملةً إلكترونيةً واسعة النطاق في فبراير ومارس الماضيين، واصفين الاعتداءات الجنسية التي يدعيها الاحتلال بأنها "دعاية وحشية"، تهدف إلى صرف انتباه الرأي العام عن الحرب وشيطنة حماس.

ولذلك فليس من المستغرب أن نجد الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً يدعمون حماس ويعارضون إطلاق سراح الأسرى لدى المقاومة دون مقابل.

وفي العام الماضي، أجريت عشرات المحادثات مع أبرز المنظمات اليهودية ورجال الأعمال اليهود، وقد صدم الكاتب، وفق قوله، من قلة ما تم بذله من جهود لاستعادة السرد على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال: لا توجد شركة ناجحة في العالم، وخاصةً تلك التي تُركز على المستهلكين، إلا ولديها استراتيجية خاصة بوسائل التواصل الاجتماعي. تتسابق جميع الشركات لاستخدام أحدث التقنيات لجمع بيانات العملاء وآرائهم، وتحليلها، وتقديم محتوى مُستهدف شبه آني، يشاهده كلٌّ منا على الإنترنت. العديد من هذه الشركات العظيمة أسسها ويديرها يهود، ومع ذلك، فإن نفس الأشخاص الذين يطردون مسؤولي التسويق لديهم لفشلهم في وضع استراتيجية إلكترونية لحماية شركاتهم ماليًا، يتغيرون بطريقة ما بمجرد جلوسهم على طاولة مجلس إدارة منظمة يهودية، وعدم مطالبتهم بتطبيق استراتيجية على وسائل التواصل الاجتماعي لحماية إسرائيل. 

وتساءل: كيف أدركت كل شركة عالميًا أهمية استراتيجية وسائل التواصل الاجتماعي، بينما لم تدركها الجالية اليهودية المنظمة؟.

ويردف: حان الوقت لنفكر في كيفية استخدام التكنولوجيا وموهبتنا في الابتكار للدفاع عن إسرائيل في حرب الرأي العام الإلكترونية.